وسط
المروج الخضراء وحقول سنابل القمح الذهبية ، وتحت ظلال أشجار اللوز والزيتون ، في
تلك القرية الحالمة على كتف رابية ساحرة والتي شهدت قصة حب جارف بين حسناء وقاسم ،
تكللت بالزواج الذي جمع بين قلبيهما ، ثم من الله عليهم بطفل جميل ،عمت الفرحة
أرجاء البيت ومع مرور الأعوام أضحت حسناء أكثر تعلقاً به ، أصبح أحمد الشمعة التي
تنير دياجير عمرها ولم تألوا جهداً في
تربيته وتلبية طلباته. في ذلك اليوم المشؤؤم فقدت الأم توأم روحها وسندها الوحيد في
حادث سيارة ، حيث شكلت تلك الواقعة منعطفاً هاماً في حياتها.
كانت حسناء محط أنظار رجال القرية قبل زواجها والجميع يخطب ودها ، ولكن قلبها اختار قاسم . مع مرور الأيام أحست الأم بعبء المسؤولية وبدأت الهموم تثقل كاهلها وأعباء الحياة تضغط على أنفاسها . رفضت كل عروض الزواج بعيد فقد زوجها ، وانكبت على تربية أحمد الذي أصبح محور حياتها وزهرة في حديقة قلبها . كانت تجد لذة في شم عطره العالق في ملابسه حين تغسلها ، ولطالما قربتها من أنفها حتى تمتلئ رئتيها بأنفاسه .
كانت حسناء محط أنظار رجال القرية قبل زواجها والجميع يخطب ودها ، ولكن قلبها اختار قاسم . مع مرور الأيام أحست الأم بعبء المسؤولية وبدأت الهموم تثقل كاهلها وأعباء الحياة تضغط على أنفاسها . رفضت كل عروض الزواج بعيد فقد زوجها ، وانكبت على تربية أحمد الذي أصبح محور حياتها وزهرة في حديقة قلبها . كانت تجد لذة في شم عطره العالق في ملابسه حين تغسلها ، ولطالما قربتها من أنفها حتى تمتلئ رئتيها بأنفاسه .
لم
تجد بداً من الخدمة في البيوت في سبيل تأمين لقمة العيش لولدها ، ومع غلاء الأسعار
قررت أن تشتري ماكينة خياطة وكانت تواصل
الليل مع النهار وهي تعمل بدون كلل ، كبر أحمد وبدأ يرتاد الجامعة في المدينة التي
تبعد ساعتين عن القرية . في ذلك المساء انتابتها نوبة سعال حادة وكم تمنت وجود
أحمد بقربها ليخفف عنها ويمسح على جبينها .
قررت أن تخف الأمر عنه وهي تقنع نفسها بأنه مجرد عارض وسعال سرعان مايزول . تخرج أحمد وبدأ يعمل في شركة مرموقة في المدينة وأصبح يتغيب معظم الوقت بحجة انشغاله ، شعور الوحدة كان يقتلها شيئاً فشيئاً ، مثل السم عندما يتسرب في الجسم فيصبح سقيماً . بدأت نوبات السعال تتكرر وفي أحد المرات بصقت دماً . قرر أحمد أن ينتقل للعيش في المدينة ولم يجد صعوبة في اختلاق الحجج . وافقت الأم على مضض والألم يعتصر قلبها ، حتى أنه لم يلحظ هزالها الشديد وعينيهاا الغائرتين من شدة السهر وهي تعمل فوق ماكينة الخياطة .
قررت أن تخف الأمر عنه وهي تقنع نفسها بأنه مجرد عارض وسعال سرعان مايزول . تخرج أحمد وبدأ يعمل في شركة مرموقة في المدينة وأصبح يتغيب معظم الوقت بحجة انشغاله ، شعور الوحدة كان يقتلها شيئاً فشيئاً ، مثل السم عندما يتسرب في الجسم فيصبح سقيماً . بدأت نوبات السعال تتكرر وفي أحد المرات بصقت دماً . قرر أحمد أن ينتقل للعيش في المدينة ولم يجد صعوبة في اختلاق الحجج . وافقت الأم على مضض والألم يعتصر قلبها ، حتى أنه لم يلحظ هزالها الشديد وعينيهاا الغائرتين من شدة السهر وهي تعمل فوق ماكينة الخياطة .
في
ذلك المساء البارد ، كانت حسناء في شوق عارم لضم ولدها الوحيد ، احتضنت الوسادة
وهي تتأمل صورته عندما كان صغيراً ، قربتها من صدرها وهي تسعل دماً ، سافرت مع
غيمة بيضاء نحو الأفق البعيد . لتمطر فوق الحقول في مكان بعيد . بعد مرور عدة أيام
زار أحمد والدته بعد أن أحس بوخز الضمير ، دلف إلى الغرفة مسرعاً وقد كانت ممسكة
بصورته وقد أبيضت بشرتها ولم تبد حراكاً .
السويد
17 / 7 / 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق