الاثنين، 27 فبراير 2017

مجرد سوء تفاهم – محمد الفاضل


جلس غسان في المقهى وهو يحتسي كوباً من الشاي في ذلك الحي الشعبي الذي يقطنه منذ نعومة أظفاره حيث تعود أن يمكث بعيد صلاة المغرب مع مجموعة من زملائه في العمل ، يحتسون الشاي ويلعبون الدومينو والبعض يدخن الشيشة بعيداً عن أعباء العمل ومشاغل البيت ويتبادلون أخبار العمل ويستمعون إلى اَخر نكتة يرويها سامي ، حيث اشتهر بخفة دمه وسرعة بديهيته وقدرته على انتزاع ضحكات المستمع بغض النظر عن حالته النفسية . غسان يعمل كموظف أرشيف في مصلحة النقل ، شاب يناهز الثلاثين من عمره ، مستدير الوجه ، واسع العينين يغلب عليه الخجل ، وخصوصاً عندما يتعرض لموقف محرج حيث تراه يحمر خجلاً ويتحول إلى حبة طماطم حتى أن نظراته تصبح كمن يبحث عن شئ أضاعه . يكره الخوض في المواضيع السياسية ويؤثر السلامة وعلى رأي جدته " يمشي الحيط ، الحيط " ولايتدخل بشؤون أحد ، ولكن بالمقابل على درجة عالية من الثقافة ويؤمن بمبدأ الحوار .

خرج من المسجد بعيد صلاة المغرب كعادته ويمم وجهه شطر المقهى كما يفعل كل يوم ، وقد ألفه صاحب المقهى لذا حالما يجلس ويعتدل في كرسيه تأتيه طلباته ، في ذلك اليوم الذي صادف عيد الثورة علقت الأعلام واللوحات التي تمجد المسيرة مع صور الحاكم حيث توزعت على كل زوايا الحي وقد كان لغسان دور في خط لافتة جميلة حرص أن ينجزها بإتقان . وبينما كان ينتظر وصول بقيىة الشلة ، كما يحب أن يسميهم أثار فضوله نقاش محتدم بين مجموعة من الزبائن ، وسرعان ماتعالت الأصوات وارتفعت القبضات ، وتطور الأمر إلى استخدام الكراسي ، لم يمض وقت طويل حتى وصلت سيارات الشرطة وتم اقتيادهم إلى المخفر وبضمنهم غسان ،

لحظة وصولهم إلى المخفر ، تم القبض على مجموعة من الشباب الذي عرف غسان لاحقاً أنهم ينتمون لتيار معارض للحكومة ، الضابط المناوب ليلتها كان حاد المزاج ولم يكلف نفسه بالاستماع لدفاع غسان وأدخلوا إلى الزنازين جميعاً .

- ولكن يا سيدي أنا لم أفعل شيئاً غير قانوني ، أنا كنت جالس ........
- اخرس ، حيوان .. من سمح لك بالكلام ؟ تريدون إسقاط الحكم ! خونة .
- يا سيدي ، أتوسل إليك هناك لبس وسوء تفاهم ... بالعكس أنا مع الحكومة وقد قمت بخط لافتة .......
- كذاب ، اعترف قبل أن أجعل هذا السوط يتذوق طعم جلدك المسلوخ .

كاد غسان أن يغيب عن الوعي من الخوف وقد اصطكت أسنانه وشعر بأنه مثل الخرقة ،  بدأ يتأتأ عند رؤية أدوات التعذيب ، تقدم نحوه شخص ضخم البنية ، مفتول العضلات ، عريض المنكبين وذو ملامح قاسية وأنف أفطس وشرع يجلده بوحشية ، انغرز السوط عميقاً في اللحم ناثراً خيطاً من الدم مع صراخ يقطع القلوب ، ولكن الوحش لم يتوقف ، بل بدا وكأنه يستمتع بعمله ،

- أحضروا أسلاك الكهرباء !! سنري هذا المتاَمر
امتقع وجه غسان ونشف ريقه ولم يعد يقوى على الصمود فأغمي عليه .
- رشوه بالماء ، لانريده أن ينام !! الحفلة لم تبدأ بعد .

لم يقو على النهوض ، تقرحت قدماه من شدة التعذيب وبدأت تنزف ، عيون زائغة تغطيها الكدمات والهالات الزرقاء والبنية الداكنة وكأنه خاض مباراة ملاكمة ، أما ظهره فكان يشبه خريطة طمست معالمها واَثار الجلد جلية ، حتى أن أحد أظافره اقتلع من مكانه في لحظة سادية ، شعر فيها الجلاد بتفوقه فبدأ يمارس عقد نقصه .

صباح اليوم التالي ، فتح باب الزنزانة واقتيد غسان إلى غرفة الضابط ، غرفة أنيقة مفروشة بسجادة بنية وستائر معتمة ومكتب أنيق وكراسي جلد وثيرة , خلف المكتب يجلس شاب طويل تخفي وجهه نظارات شمسية ، يرتدي بدلة أنيقة ، كان ممسكاً بسيجار وعند روية غسان شرع ينفث الدخان في وجهه بغية استفزازه ,

- اسمع يا حيوان ! لقد اكتشفنا أنك لست الشخص المطلوب ، هناك سوء تفاهم ، بإمكانك أن تخرج ، ولكن أياك أن تنبس ببنت شفة ، ماحصل هنا في هذا الشهر تنساه  ، أنت لم تكن هنا ، مفهموم !


السويد – 29 / 6 / 2016




Read more ...

الثلاثاء، 21 فبراير 2017

حذاء العيد – محمد الفاضل



  

سكن الليل وهدأت الحركة في الخارج ، اطفئت معظم القناديل ومد الظلام ذوائبه فوق القرية ، توارى القمر خلف غيوم رمادية ، بدأت الريح تصفر وتزمجر وتتلاعب بباب الغرفة الخشبي القديم محدثا جلبة يصبح معها النوم مجرد أمنية لن تتحقق ، حاول خالد أن يخلد إلى النوم ولكن لم يفلح البتة ، بدأ يحدق في الفراغ بعينيه الحمراوتين اللتين أرهقهما السهاد ، كانتا تبدوان مثل جمرتين متقدتين تشعان في الظلام.
أسند ظهره إلى الحائط محاولاً  استرجاع المواقف بينه وبين ولده علي ،  حيث يتحول الحوار في معظمها إلى شجار وينتهي بانسحاب ولده وخذلانه،

في ذلك المساء العاصف بدا خالد شارد الذهن ، وقد أنهكه عمق التفكير والندم ، وبدأ يقضم أظافر يديه بتوتر وكأنه يريد أن يقتلعهما ليكفر عن قسوته ، علّ ولده الوحيد يسامحه .
- يبدو أني قسوت عليه كثيراً , غداً في الصباح سأعوضه بهدية وأفاجئه بها ، سوف أشتري له الحذاء الذي رأيناه بالأمس ، لقد سال لعابه ، وألح علي بشرائه ، ولكني نهرته ، كان ينظر له ويتأمله كمن يرى قطعة حلوى شهية . ثم ماجدوى أن تمتلك طائراً جميلاً وتحبسه في قفص ؟ يجب أن أدعه يجرب التحليق بجناحيه ، برغم وجود الصقور والغربان . مازلت أذكر ذلك الطائر الذي حبسته في قفص ، كان تغريده حزيناً ،  رفض الأكل ومات في الأسر كمداً .

وما أن طلعت الشمس ونشرت أشعتها الذهبية فوق بيوت القرية النائمة في أحضان الطبيعة ، حتى كان خالد يحث الخطا نحو محل أبي أحمد لشراء الحذاء ، كان يبدو سعيدأ على غير عادته ، يحدث تفسه ويتخيل فرحة علي بشراء الحذاء .
وفي طريق عودته كان يسابق الريح والفرحة تكاد تقفز من عينيه الدامعتين ، استحوذت عليه نوبة بكاء شديدة من الفرح ، بدأ قلبه يخفق بشدة وكأنه سوف يهرب من صدره ويسقط ، شرع يجري كالمجنون .

اختفت أنفاس الحقول الندية وشذا عطر الأقحوان وتحولت إلى أرض يباب ، سحب الدخان تملأ المكان والمنزل سوي بالأرض ، قفز كالملسوع وهو يبحث بين الركام عن علي ، أخيرأ أخبره جاره بأن علي اصابته بليغة وقد تم اسعافه إلى مستشفى المدينة ، تبرع جاره بأن يوصله إلى المستشفى

عند وصوله ، شاهد علي يرقد في السرير وقد بدا شاحب الوجه ، متعب والعرق يتصبب من جبينه ، ومع ذلك   تكسو ملامحه علامات الإصرار والتحدي، انحنى خالد فوق سريره وشرع يقبل يديه ووجنتيه وقد سالت دموعه الحارة فكانت مثل قطرات المطر عندما تنهمر فوق أرض مجدبة فتحيلها إلى مروج خضراء .

- الحمد لله على سلامتك يا ولدي الحبيب . أنظر ماذا أحضرت لك ، سوف تلبسه في العيد وتخرج مع أصحابك.
بدا علي حزينا عند رؤية الحذاء ، حاول أن يتماسك ولكن نجحت دمعة بالافلات من عينيه البريئتين مثل عصفور فر من القفص ، طار صواب خالد  وقد بدأ القلق ينهش قلبه ، وفي عينيه سؤال لم يجد له إجابة . اندفع يحتضن ولده ويضمه إلى صدره بحرارة وقد اختنق بالنشيج ، أزاح غطاء السرير لمساعدته في لبس الحذاء ، يا الله .. يا الله ، لقد بترت ساق علي بسبب القنابل العنقودية .

السويد – 26 / 6 / 2016













Read more ...

الاثنين، 20 فبراير 2017

يوم ماطر – محمد الفاضل







بدأت قطرات المطر تتساقط تباعاً وهي تعانق أسطح المنازل والشوارع لتمتزج مع التراب مكونة تلك الرائحة المضمخة بأجمل العطور والتي يفهم سرها العشاق فتجعل صباحاتهم ندية بعبق اَخاذ ، حتى العصافير تصطف فوق أسلاك أعمدة الكهرباء والأشجار وهي تنفض ريشها بجذل ، الكون برمته يصيخ السمع لتلك السمفونية التي تأخذك إلى عالم اَخر فتسافر روحك وتحلق مع زخات المطر وأغنية فيروز تصدح في الباص وهي تردد   ( شو بعدن ناطر ، عالمفرق ناطر ... ) .

جلس في المقعد المجاور للنافذة وهو يتأمل قطرات المطر ترسم أشكالاً متعرجة على النافذة ، كانت عيناه ترقبان المشهد مثل ناقد يتأمل لوحة في معرض ، أشعل سيجارته وشرع ينفث سحب الدخان وهو يرقبها تتلاشى في الهواء ، السجائر لها طعم خاص مع طقوس المطر ولاينقصها سوى فنجان قهوة صباحي مع زهرة ياسمين.

ترجل من الباص مسرعاً على غير عادته وبدا يلفح وجهه رذاذ المطر فيمنحه شعوراً لايوصف ، كانت تقف بعيداً مع زميلاتها في الجامعة وهي تحمل مظلتها الأنيقة منتظرة بدء المحاضرة الأولى ، بدا مرتبكاً وهو يمر بجانبها ، مررت يدها في خصلات شعرها الذهبي وهو يتدلى على كتفيها بحركة أنثوية جعلته يترنح في مشيته وكاد أن يتزحلق ، ألتقت العيون فتسمر في مكانه وبدأ قلبه يخفق بإيقاع مضطرب ووجد صعوبة بالغة في التنفس ، كان زميله يرقب المشهد عن بعد .

- لقد كانت تنظر إليك ، لماذا أنت متردد ؟ لماذا لا تفاتحها بحبك ؟ الحب يعطيك أجنحة فتقتحم المستحيل وتذلل كل الصعاب .
- لا أستطيع يا صديقي ، الأمر ليس سهلاً كما تظن ، أنا تنقصني الشجاعة . سوف أتلعثم وأذوب خجلاً .
- الأمر ليس بهذه الصعوبة ، يجب أن تحزم أمرك ، لماذا لا تهديها زهرة جميلة مثل فرسان العصر الرومانسي ؟ جرب ، ليس لديك ما تخسره !

في ذلك المساء لم يستطع أن يغمض له جفن وبدأت أحلام اليقظة تداعب خياله المتيم ، في ذلك الحلم الجميل كانا يجلسان في الكافتيريا يحتسيان قهوة الصباح مع أجواء المطر المحببة وأغنية فيروز تنساب بعذوبة .

صباح ذلك اليوم الجميل كان يقبض بيده على زهرة ندية وهو يقف مترددأ منتظراً قدومها ، طلب فنجان قهوة وجلس يتأمل الأبخرة المتصاعدة ، مرت عقارب الساعة بتثاقل ثم مالبثت أن  دلفت إلى الكافيتيريا وسحبت كرسياً وجلست عند الطاولة المجاورة ، بدأت ترتشف فنجان قهوتها الصباحي ، كان يحسد فنجان القهوة وهي تمسكه بأناملها الرقيقة المتناسقة ، فجأة لمح بريق  خاتم أنيق في يدها اليمنى ، حاول أن يخفي ارتباكه و تسارعت دقات قلبه حتى خيل إليه أنها تسمعها بوضوح . وماهي إلا لحظات حتى دنا منها شاب أنيق يبدو عليه الثراء ، ثم مالبثت أن غادرت المكان وهي تشبك يدها بيده ،  تاركة إياه في حالة وجوم وذهول .

السويد – 28 / 6 / 2016


Read more ...

الأحد، 19 فبراير 2017

حلم على قارعة الطريق – محمد الفاضل




بدأت الريح تعوي في الخارج مثل نائحة ثكلى ناشبة أظافرها في صفيح سقوف المنازل والأشجار مقتلعة في طريقها الأغصان مطوحة بها بعيدا ، توارى القمر خلف غلالة رقيقة تلف الكون ، سكن الليل وخيم الظلام فوق المدينة وبدأت المصابيح تتثائب خلف الستائر حيث أوى الجميع إلى فراشهم ، مشهد أغصان الأشجار  يشبه عجوزا ساحرة تمد مخالبها الطويلة لترسم لوحات مبهمة فوق زجاج النوافذ ، صوت احتكاك الأغصان بالنوافذ يبعث على الخوف والمشهد برمته ينذر بحدوث كارثة .

عقارب الساعة اقتربت من الثانية عشرة ليلاً ، خلف تلك الستائر المهترئة الكالحة ، في ذلك المنزل المتهالك تكور سعيد تحت اللحاف وقد تسلل البرد عميقاً داخل عظامه ، لم يغمض له جفن ، سرح بخياله بعيداً وقد تملكه قلق بالغ .

عمت الفرحة أرجاء البيت وحلق طائر السعد ناثراً وعوداً جميلة وأماني وردية بعد تخرج سعيد من كلية التجارة بتفوق ، وفي صباح  الغد سوف يجد السير نحو أحد مكاتب الوزارة ليتقدم للوظيفة المعلن عنها في الجريدة الرسمية . الأم قائمة في جوف الليل تتضرع  فوق سجادة الصلاة رافعة أكف الضراعة ولسانها يلهج بدعاء رقيق والعبرات تخنقها ، سوف تنتهي أيام الشقاء قريباً بعد أن يحصل سعيد على الوظيفة التي طالما حلم بها . ندت عنها  تنهيدة حارة عندما استرجعت تلك الأيام بمرارتها بعد أن مرت العائلة بضائقة مالية وذلك لتأمين المصاريف الدراسية لسعيد .

على مقربة من فراش سعيد كان أحمد يرقد  متظاهراً بالنوم وقد انفرجت أساريره عن ابتسامة حالمة وبدأ يحلق فوق السحاب وهو يتخيل نفسه مرتدياً الحذاء الجديد والحقيبة المدرسية التي وعد بشرائها سعيد .

- هل سوف تشتري لي الحذاء والحقيبة حقاً ، ياأخي ؟  سأل أحمد .
- بالتأكيد ، يا أحمد ... حالما أقبض أول مرتب ، كما وعدتك ، والآن دعنا نأخذ قسطا من الراحة ، غدا سوف يكون يوما حافلا ويجب أن أكون بكامل نشاطي .

في ذلك الصباح البارد نهض سعيد مبكراً ، يحدوه الأمل بغد أفضل وقد خالطت روحه فرحة عارمة ، ارتدى بدلة والده المتوفى ، مزهواً بعد أن أدخلت عليها والدته بعض التعديلات كي تناسب مقاسه ،ولم ينس أن يصطحب معه شهادة التخرج وقد حرص على وضعها بداخل ملف ، ستكون تذكرته للمستقبل وسوف تنتشله من فقره المدقع ، تزاحمت كل تلك الصور في مخيلته وهو يستقل الباص في طريقه إلى مقر المكتب .

تسارعت دقات قلبه وهو يرتقي السلالم إلى الطابق الخامس ، انقطعت أنفاسه وبدأ يلهث من فرط التعب ، دلف إلى المكتب ولشد ما استرعى انتباهه عدد المتقدمين إلى الوظيفة ، أحد المتقدمين كان يبدو عليه أثر النعمة واضحاً وقد وقف معتداً بنفسه غير عابئ بنظرات الآخرين وهو يرمقهم بازدراء  ، .وماهي سوى دقائق حتى خرج السكرتير معلناً عن فوز أحد المرشحين بالوظيفة . تقدم ذلك الشاب الأنيق ولكن السكرتير أومأ له برأسه أنه ليس الشخص المرشح ،

- لقد حصلت على الوظيفة ! هل يعقل ذلك ؟

شعر سعيد بفرح غامر يجتاح كل جوارحه ، كان يطير فوق السلالم وهو يغادر المكتب وقلبه يرقص طرباً ، وبينما كان يهم بعبور الشارع ، سُمع زعيق فرامل تردد صداه في أرجاء الشارع ، سيارة منطلقة بسرعة جنونية ،  تطايرت الأوراق التي كانت بحوزته في الهواء ، رقد جثة هامدة دون حراك .

السويد
  3 / 8 / 2016










Read more ...

الخميس، 9 فبراير 2017

أحن إلى لمسة أمي – محمد الفاضل






مازال ذلك الطفل يسكن روحي

ويذكر عيونها الباكية

تهدهد أوجاعي وأسقامي

بعطر أنفاسها الزاكية

تمسح دموعا هملت

بأهداب عينها الحانية

ليت عندي خيوطا من كفنك الطاهر

لأغزل منها ثوبا يدفئ برودة عظامي في شتاء الغربة القاسية

وطيب حنوطك أذره فوق جسدي إذا مامت يوما

وفارقت دنيا فانية

وحبات من طهر تراب قبرك ، أنثرها

فيزهر الياسمين في حديقة قلبي الخاوية
Read more ...